fb

دم كذب

Par ( اسماء سعد, ) الدار العربية للعلوم ناشرون


"..هاوية تذهب وهاوية تجيء/وهي تجمع الفراشات. تنزوي في العتمة وتصلي"، فـ "للفراشات حكايات، كالرحى، لا تتوقف". في هذا الديوان الشعري الوجداني، وبلغة أعادت للغة قيمتها لأنها سمحت بلعب دورها الأساسي وهدفها الهام في التعبير عن المعنى والمغذى، ترسم الشاعرة أفكارها وأحاسيسها لوحات بالكلمات، لتعبّر عن واقع الحال وعن مواضيعه المتعددة، فالإنسان بوجه امرأة يملك من الحقائق الكثير، ومن الانطباعات والخواطر ما يعكس هموم العالم وقلقه. أحياناً تظهر صورها ثابتة وبالألوان: "النجوم يتضاءل بريقها وتسبح في رماد/فضاء ينصت لوقع خطوات النمل/الأرض يلجم فاهها الراعي/ يجز صوفها الأخضر/كل يوم"، وأحيانا أخرىً بالأسود: "في فراغ الأشباح/مجهولٌ يتقدم/على امتداد اللانهاية/صور ترسمها العتمة/سوداء لانهائية.." وأحياناً كثيرة تكون متحركة، فالوحش "حمار وحشي يتبختر فوق أكتاف رجولة خصيّة. تحمله عربة مزينة بالورود، وتجره حسناء، والوحش يشدها إلى الخلف، يقضم من جسدها قطعة"،

4.00 $

، لكن إلى متى تبقى الصورة على حالها؟: "..الحسناء تجرّ العربة بصمت والعجلة مبللة بالعرق. تدوس الورد.. تأكل كل شيء وتطحن العبيد./الحسناء لم تعد كذلك!"، فبحسب الشاعرة لن تبقى، وستتحول. لكن عمليات الإجهاض لا تزال مستمرة: "الكلمة/تلك الكلمة المقدسة/تفقد مولوداً/والأرض تجهض السلام/والإنسان يجرّ خلفه بقايا أمم ومزابل". وبين الحقيقة والوهم، شكلّت الشاعرة بنفسها عملاقاً: "حجراً حجراً/ينمو عملاقاً ضخماً في المرآة/أيدي بائسة/شكلته بكلمات من الرمل/والحقيقة مشرعة أبوابها للرياح.."، سيتداعى الهرم، فـ "السنون تطرحه أرضاً/ويسقط أنفه في الوحل". يبقى الحب بالنسبة للمرأة حجر الأساس، فقد يكون لها عدة وجوه أحياناً، "أما حين تحب/فلها وجه واحد". والشاعرة لا تزال في انتظاره: "..أنا لم أزل/أتبع نبضات قلبك/هذا الأمل/المسافر البعيد/وأنتظر". أما بالنسبة لذاك الـ "غبي" الذي: "..يعشق أمه حدّ الجنون/ويجد قيساً غبياً/لأنه مات مجنوناً/من أجل امرأة!"، فإن الحب ليس بموضوع هام. الموضوع والإحساس به متلازمين كما يجب، وكما من المفترض أن يكونا داخل نفس بشرية، امرأة كانت أم رجل، فهكذا ينبت الصدق، وتنكشف الحقيقة. ما هو الوطن؟ هو: "عيون أمي/دفء البيت/صوت المآذن/وجار يقول لي صباح الخير!"، وكيف هو شعبي؟ إنه "في الهاوية/يمطر أفكاراً/أحلاماً/جوعا". في العالم، "..لم نعد نرى الناس أمام الدكان/رائحة اللحم لم تعد شهية.."، لم يعد للحم من مكان معين، "الآن بات مرمياً في الطرقات/على أرصفة المدن الكبرى/في المنتزهات/وفي بيوت الله/قطع اللحم/تلتصق بالأبواب/والجدران وعلى المآذن/لحوم /بأطباق عالمية.." كتاب يقول الكثير، ويعبّر بكلمة حرّة منفلتة ومؤّثرة، تنبع من صدق المعنى والإحساس ولا همّ لها سوى خدمتهما. وحيث ستكون قادرة على تغطية جميع المواضيع التي تقع بين الإنسان وذاته، وبين الإنسان والعالم المحيط به.

Format: Relié | 77 Pages
Taille: TRADE
Edition: الدار العربية للعلوم ناشرون
ISBN: 9789953876580
Langue: Arabe
Couverture: Normal
Date do publication: 2009
Poids: 0.5
Auteur: اسماء سعد,

Autre Livres