لقد كتب أحد النقاد حين صدرت "شرفة الهذيان": إن إبراهيم نصرالله يعيد اختراع أدب العبث من جديد؛ لكن مايمكن أن نلمسه أيضاً، هو قدرته، في هذا المشروع ورواياته الأخرى على تقديم اقتراحات لاحدود لها في مجال البنية الروائية والغوص في عالم الإنسان العربي في هذه اللحظة الراهنة بشجاعة وعمق نادرين
لقد انشغلت روايات عربية كثيرة في مسألة استهداف الأنظمة لخصومها من سياسيين ومثقفين وناشطين في حقول المعرفة والحياة العامة، لكن هذه الرواية تذهب في اتجاه آخر، متأملة كيف عملت هذه الأنظمة على تحطيم كل إنسان على حدة، كما لو أن كل إنسان خصم، وعدو، ماحوّل الشعوب إلى كتل هلامية غير فاعلة وغير منتمية والأوطان إلى مجرد أمكنة مفرغة من معانيها