-
العراوي
خيري شلبي عمود من أعمدة الأدب العربي، كان صوتًا فريدًا يستحيل تقليده ويستحيل الاستغناء عنه» – بهاء طاهر أينما توجهت في أي مكان في بلدتنا فأنت مُعرَّض للِّقاء بعمك أبو سماعين. أعرف أنك في أعماقك تضن عليه باللقب، لكن لأنك من عقلاء البلدة فإنك تخلع عليه اللقب في أريحية تدل على شهامتك وحُسن تربيتك وكرم أصلك. ولأنك أيضًا ابن ناس فأنت تنهض عن مقعدك طوعًا، وتقول له بكل أدب وتحفُّظ – خاصة إن كنت ابن مدارس: «تفضَّل يا عم أبو سماعين»، وقد تأخذ بيده لتُجلسه مكانك، صحيح أنك في الأصل ربما كنت تزمع القيام قبل وصوله، ولكن مجرد أن تقول له تفضَّل مكاني فهو شيء يُحمد لك في أنظار كبار السن وما أكثرهم في بلدتنا. أنت ضامن أنهم بعد انصرافك سيقولون على الملأ: «شوف أدب الواد! حتى أبو سماعين وقف له واحترمه. يا سلام على الأخلاق!».
25.00 DT -
بطن البقرة
هي البطل الأساس في هذه الرواية، والكاتب يسميها جغراوية، بمعنى أنها تروي تاريخ أمكنة بعينها من مدينة القاهرة العتيقة، تجسد الحياة خلال حقب عديدة من التاريخ مرت على المكان الراحد. فكل شبر من أرض القاهرة تتراكم فوقه أزمنة وحقب تاريخية حافلة بكل مبهر ومثير. وإذا كان المقريزى في خططه قد سجل تاريخ الأبنية والأماكن، المساجد والخوانق والمدارس والقلاع والأسوار، الشوارع والحارات والمتعلقات والأزقة والدروب والأسواق والساحات،
فإن هذه الرواية قد بعثت الحياة في الجغرافيا والتاريخ معاً، فنحن أمام ثلاثة أحياء من أهم أحياء القاهرة وأقدمها وأعرقها، تصحو فيها الأزمنة والأحداث والبشر، وتتصل الحياة قديمها بحدثيها في تيار متدفق يشهد بأصالة هذا الكتاب وعمق حبه للناس وللحياة وللمكان. إنها رحلة طويلة بديعة ممتعة في عالم أغرب من الخيال، عالم القاهرة الفاطمية الأيوبية المملوكية العثمانية الملكية الجمهورية
22.00 DT