يتضمن الكتاب كل تفاصيل تجربة هؤلاء الشبان الذين انتقلوا من ضيعهم إلى ديار مدينة موسكو، في سياق غير سياقهم، وفي أوضاع معيشية مختلفة، فمن بداية "تعلم اللغة الروسية الأمر الذي لا بد منه"، يفصّل الكاتب "كم احتاج الواحد منهم إلى تكوير شفتيه وتبديل تضاريس وجهه أثناء تعاركه مع عملية لفظ الحروف"، ومن تفاصيل الاحتفالات بالأعياد العديدة الوطنية منها و"الثورية"، المليئة بالتسلية والضحك والنقاشات والمشاحنات، إلى مسرح قصر المؤتمرات في الكرملين وحفلات الباليه، وإلى موسكو الغنية "بعمرانها الضخم والفخم والتي فيها من معالم التاريخ ما لا يمكن الاطلاع عليه في فترة محدودة".
رواية مليئة بالصدق والحب والحنين والامتنان لمدينة "شكّلت شوارعها خرائط الآمال" و"فجرّت مكتباتها ينابيع المعارف"، و"لكثرة ما حضنت من شعوب"، تحق فيها التسمية: "مدينة المحبة وحاضنة الأمم..".